الفصل الثاني: حبُّ بحار



قبل قتاله مع فوغو، قرأ أحد أفراد فريق القتلة "إليوسو" هذا التقرير عن فوغو:

"ولد عام 1985 لأسرة غنية في نابولي. ذكي للغاية، بمعامل ذكاء وصل لـ 152. تم قبوله في الجامعة في سن الثالثة عشرة. ولكن ثبُت أنَّه حاد المزاج، وتجادل مع كثير من الأساتذة، ثم ضربَ أحدهم بقاموس يزن 4 كيلوغرامات. فتم فصله. وظل ينحدر إلى أن ضمَّه بوتشالاتي إلى فريقه.

لم يكن هذا الملخص خاطئاً، ولكنه لم يكن القصة الكاملة، لم يتم قبوله في الجامعة تقديراً لعقليته المتفوقة، ولكن مقابل رشوة سخية.

كانت أسرة فوغو مُحدَثة النعمة، حصلت على ثروتها عن طريق التجارة غير القانونية. وعن طريق استثمارات خطيرة في أفريقيا. وقبل أن تدمر الحرب العالمية الثانية زبائنهم، كانت جيوبهم محشوة بالأموال.

"يجب أن نحصل على لقب!" كان الشعار الذي يكرره جدُّه على الدوام. ولتحقيق هدفه، زوَّج والدَ فوغو من ابنة نبيل مفلس، وكان باناكوتا فوغو ثالث ابن من ذلك الزواج.

كان أخواه الكبيران عاديَين، لا شيء مميزاً في اسمهما أو شخصيتهما. فوغو فقط بدا واعداً منذ سن مبكرة.

شغف به جده، وكان على ثقة من أنه سيحقق الشهرة للعائلة.. وأخذ يضغط عليه لينجح.

تم تعليمه كلَّ شيء ممكن ليصير عبقرياً في كل المجالات، وجرت عملية تعليمه بسرعة. كان ماهراً بشكل لا يصدق، وأتقن تقريباً كلَّ شيء وضعوه بين يديه. ولكن ذلك التميز لم يعنِ سوى أنه لم يصل لحدوده بعد.

كحالنا جميعاً، كانت هناك حدود لمواهبه.. كان أكثر ما يهمه الحدود التي واجهها في الفنون وفي التخصصات الأكاديمية.

لقد بلغت الموسيقى ذروتها مع باخ وموزارت. أما النحت والرسم فقد بلغا ذروتهما مع مايكل أنجلو ودافينشي. وانتهت الهندسة المعمارية مع سكوزيزي وبرنيني. والرياضيات مع غاليليو وهيجل.

"إن كانت النخبة قد عاشت من مئات السنين، فما الذي تبقى لي لأفعله؟"

كانت هذه الأفكار تحبطه عندما كان طفلاً، ولكن إن حاول التعبير عنها لمعلميه فلن يجد سوى الجمود والعداء.

وجد فوغو نفسه مكروهاً وبلا أصدقاء. الآخرون من حوله ولدوا في طبقة أعلى منه ولم يطيقوا ذلك الشخص من عائلة اشترت لقبها حباً بالظهور.

كانت جدَّتُه مصدر عزائه الوحيد.

"لا تقلق يا باني، قد تكون الأمور صعبة عليك الآن، ولكن الربَّ سيحميك."

كانت تكرر ذلك دائماً لتحاول طمأنته.

كانت الشخص الوحيد الذي يتركه يسترخي، ولكن بقية العائلة اعتبرتها مصدراً للإحراج، فقد كانت مجرد ابنة مزارع، تزوجتْ من جده قبل أن يصبح غنياً، وبقيت على طريقها القديمة في حين سعى بقية أفراد العائلة لتحسين أنفسهم. لو لم تكن إيطاليا دولة كاثوليكية ولم يكن الطلاق خطيئة، لكانوا تخلصوا منها منذ فترة طويلة.

ولكنها كانت الفرد الوحيد في العائلة الذي تحدث إلى باناكوتا فوغو من كل قلبه. الآخرون كلُّهم رأوه على الصوة التي أرادوه أن يكون عليها. كان يتحدث إلى والديه بالكاد. وحسده أخواه على الاهتمام الذي تلقاه، وكانا يتنمران عليه كلما اجتمعوا لوحدهم. ولكن ابتسامة جدته جعلت من كل ذلك قابلاً للاحتمال.

ثم توفيت.

في ذلك الوقت كان فوغو يعيش بعيداً عن المنزل ويدرس في جامعة بولونيا.

أراد أن يسقل أول طائرة تتجه إلى الوطن، ويحضر جنازتها، ولكن جده لم يسمح له قائلاً إنه لا داعي لحضوره. لم يصدق فوغو أذنيه.

أجرى اختباراً في نفس يوم وفاتها ورسب فيه، فتم استدعاؤه إلى مكتب الأستاذ.

وجد الأستاذ يستشيط غضباً في اللحظة التي دخل فيها باب مكتبه. كان على اعتقاد بأن فوغو لم يأخذه على محمل الجد، لقد كان جيداً في كل المواد الأخرى، فكيف يكون سيئاً جداً في مادته؟

"بماذا تفكر؟ هذه مادة رئيسة! خذها بجدية! كيف تجرؤ على أن تنظر إليَّ هكذا!"

اعترف له فوغو بأن جدته قد توفيت، ولكن هذا أغضب الأستاذ أكثر.

"لا تكن سخيفاً! لم تقل عائلتك شيئاً. وحتى لو كانت هذه الحقيقة، فهذا عذر طفولي مثير للشفقة، جدتك؟ فلتنضج! لا يمكنك أن تظل متعلقاً بها للأبد."

هنا لم يعد فوغو يصغي، الشيء التالي الذي يعرفه أنه أخذ قاموساً من مكتب الأستاذ وضربه على رأسه به. لم يكن يشعر بالغضب حتى، ولا بالحقد، ولا برغبة في قتل الرجل، ولكن قلبه امتلأ بيقين راسخ بأن هذا الرجل لا يمكن مسامحته. ولا شيء آخر.

ومنذ ذلك اليوم، لم يعد فوغو من الطبقة العليا.

ضربَ حراس الأمن الذين جاؤوا راكضين، وتم اعتقاله.

شرح له رجال الشرطة المرتبكين: "لقد اتصلنا بعائلتك، ولكنهم قالوا إنهم لا يعرفونك. لن يأتي أحد ليخرجك بكفالة. إن لم يغيروا رأيهم، فسيتم إرسالك إلى إصلاحية."

لم يرد فوغو بأي شيء. بقي صامتاً في زنزانته إلى أن يأتي وقت نقله.. ولكن رجلاً أتى لرؤيته.

كان رجلاً لم يره من قبل، وكان شاباً، عندما سأله عن عمره أجاب الرجل بأنه في السابعة عشرة فقط. قال:

"اسمي برونو بوتشالاتي، أتيت للتحقق من أمرك ولأرى إن كنت تستحق المقابلة."

عرف فوغو ماذا يكون الرجل بلمحة واحدة. سأله:

"هل أنت رجل عصابات؟"

أومأ بوتشالاتي موافقاً: "أجل، كيف عرفت؟"

"أنت ترتدي ملابس أنيقة، ولكنك لا تبدو من طبقة راقية، وحركاتك أفضل من تحركات طالب، ولكنها أقل صرامة من تحركات جندي. فماذا يمكن أن تكون غير ذلك؟"

"أرى أنك سريع وجريء كما يقال. لا يبدو أنك خائف مني. لماذا؟"

"ليس وكأنني لست خائفاً.."

"لا ينبغي أن تكون خائفاً وحسب، فأنت في وضع مرعب: لقد تخلَّى والداك عنك."

ضحك فوغو بمرارة: "لا. إنهم خائفون مني الآن."

"؟"

"إنهم يعتقدون بأنه إن انتشر خبر ما فعلته، فسيضر بسمعة العائلة. لذا خيارهم الوحيد هو التخلص مني. والإصرار على أنه لا تربطنا قرابة. إنهم مرعوبون."

سأله بوتشالاتي عابساً: "تبدو هادئاً جداً حيال هذا. هل ضربت الرجل لتؤذي والديك؟"

أجابه: "لا، لم يخطرا هذا ببالي أبداً. لم أستطع أن أسامحه بكل بساطة."

وضع بوتشالاتي يده على ذقنه مفكراً وقال: "إن انتهى أمرك في إصلاحية، فما الذي سيحل بك؟"

هز فوغو كتفيه بلا مبالاة وقال: "ليس بالشيء الكثير، سيرمونني في أي مكان بمستوى تعليمي متدنٍ، ثم سيلقون بي في الشارع."

"إذن ليس لديك نية بالعودة إلى المنزل؟"

"المنزل؟"

لثانية، لم يفهم فوغو ما الذي كان يقصده بتلك الكلمة.

وعندما رأى بوتشالاتي ذلك، أومأ وقال: "إن لم يكن لديك مكان جيد لتذهب إليه، فما رأيك بأن تساعدني في عملي؟"

في تلك اللحظة أدرك فوغو بأن رجل العصابات الشاب كان يجري مقابلة عمل معه.

سأله: "أتقصد.. الانضمام إلى عصابتك؟"

"ليست عصابتي، ما زلت في الدرجة الأدنى. ليس لدي رجال يتبعون أوامري حتى. كما قلتَ: أنا لست من طبقة عالية، أنا ابن صياد سمك. كان أبي فخوراً بعمله. ولست محرجاً من ذلك. ولكني لم أحظَ بتعليم جيد، أحتاج إلى أصدقاء يملكون المعرفة والذكاء. أصدقاء مثلك أنت."

نظر بوتشالاتي إلى عينيه مباشرة، وثبت فوغو نظره نحوه.

كان إحساساً غريباً.

مع أنه كان يُدعى للانضمام إلى منظمة إجرامية، وبأدنى رتبة فيها، إلا أن فوغو تذكر جدته.

هل ذلك لأنه لم يكن يكذب؟ لأنه كان يصف ببساطة ما يشعر به حقاً؟

"هل تحتاجني؟"

"أجل."

"لماذا؟"

"عندما كنت تتحدث عن والديك، لم أرَ رغبة في الانتقام. لا شك بأنك تكرههما، ولكن ليس لدرجة الحقد الأعمى. أنا أغضب بسهولة. لذا أنا بحاجة لشخص هادئ بجانبي."

"شخص هادئ؟ مزاجي حاد لدرجة أني ضربت أستاذاً جامعياً بقاموس."

ضاقت عينا بوتشالاتي وهو يقول: "لقد كان محظوظاً."

"ماذا؟"

"كان محظوظاً لأنك لم تقتله. لقد فقدت صوابك بالكامل. لم تتوقف لحظة لتفكر بأنه قد يموت."

لم يعرف فوغو ماذا يقول.

أكمل بوتشالاتي: "أتيتُ لرؤيتك لأنني أردت أن أراك بعينيَّ، أردتُ أن أرى أي نوع من الأشخاص أنت."

"..."

"لديك العينان نفسهما اللتان كانتا لدي عندما كنت في الثانية عشرة: عينا قاتل. أياً كان السبب، لديك عينا شخص بإمكانه القتل بدون تردد."

توقف بوتشالاتي قليلاً ليرى مدى تأثير كلماته.

"لا فائدة من إعادة التأهيل معك. لهذا أتيت لدعوتك. أنت لم تعد تعيش في عالمهم."

***

كان فوغو مستلقياً على سرير غير مريح في فندق رخيص ويحدق في السقف.

لو لم يأت بوتشالاتي لمقابلته، فما الذي كان سيحدث له؟

لم يكن ليستطيع النجاة في العالم العادي. لكن أن يغدو فجأة عضواً في عصابة كان ميزة كبيرة لدرجة أنه لا يستطيع تخيل ما هي الطرق الأخرى التي كان يمكن له أن يسلكها.

لا.. لقد رأيت الطريق الآخر بأم عيني.

رأى فوغو فتى يعيش حياة كان من الممكن جداً أن يعيشها فوغو: نارانشا غارشيا.

لو لم أقابل..

قاطع قرع على الباب أحلام يقظته. كان الباب مفتوحاً، ولكن شيلا-إي كانت تقرعه.

قالت: "مرحبا، أنا أطرق الباب."

جلس فوغو ونظر إليها. هزت ذقنها قائلة:

"هيا بنا. لقد أرسلوا التعزيزات."

وقف فوغو واتجه نحو القاعة، وتبتعه شيلا-إي تاركة المقدمة له.

سـألته: "لماذا تركت الباب مفتوحاً؟ هكذا يمكن لأي شخص أن يدخل."

"إن أغلقته فلن أسطيع سماع صوت القادمين."

"هل لديك رهاب من الأماكن المغلقة؟"

"..."

"سمعت بأن الستاند الخاص بك سيقتلك إن أصابتك العدوى. كيف اكتشفت ذلك؟"

"بمساعدة بوتشالاتي: أصيب جزء صغير من كتفي بالعدوى وبدأ بالذوبان، فقطع اللحم بسرعة وأنقذني."

"برونو بوتشالاتي، أليس هذا الذي مات؟ يقال بأنه كان إنساناً جيداً جداً. وثق جورنو به بالكامل. لقد ضيع وقته معك."

كانت القصة التي سمعتها مختلفة قليلاً، ولكن..

قال فوغو دون مناقشة: "أجل."

أكملت شيلا-إي: "نطاق قوتك هو خمسة أمتار فقط. ولكن بما أنها قد تصيبك فعليك البقاء بعيداً عنها متراً واحداً على الأقل. تحتاج أن تقترب، ولكن ليس كثيراً. هذا ستاند صعب الاستعمال."

"..."

"يمكننني أن أفهم لِم تفضِّل ترك المكان مفتوحاً. ولكن الأعداء لن يكونوا متفهمين."

"أعرف ذلك."

يبدو أن شيلا-إي لم تسمعه. عبست ، وقالت بصوت منخفض:

"إذن.. الرجل الذي أرسلوه للمساعدة: "مورولو"، هل سمعت عنه من قبل؟"

"لا، لم اسمع به."

"ربما لا يجدر بي قول هذا.. ولكني أجد صعوبة بالوثوق به. علينا أن نكون حذرَين."

"ماذا تعنين؟"

قالت بعبوس: "ستعرف عندما تراه."

في نهاية الطابق كان هناك باب. عندما اقتربا منه، صدر من الداخل صوت غاضب قائلاً:

"آاااه، توقفا! لا تدقا! الاهتزازات تصيبني بالجنون! أعرف أنكما هنا، لذا لا تدقا الباب!"

نظر فوغو إلى شيلا-إي، ولكنها عبست وظلت صامتة. هز كتفيه، وحاول الدخول دون أن يطرق الباب، ولكنه كان مقفلاً ولم يُفتح.

سأل بتهذيب: "إم.. هلَّا فتحته من فضلك؟"

جاءه الجواب بصوت أكثر غضباً: "هذا لن ينفع على الإطلاق."

"إم.. ماذا..؟"

"ما الذي قلته للتو؟ ماذا كان؟"

"ماذا كان ماذا؟"

"هل كنت مهذباً لأنك تعلم في أعماقك أنك لا تستطيع مجاراة السيد مورولو. وأردتَ إظهار احترامك؟ أو أنك كنت تظهر تهذيباً عادياً تجاه شخص ليس لديك رأي حقيقي فيه؟ أجب بوضوح!"

استدار فوغو ونظر إلى شيلا-إي مجدداً، كانت تمط شفتها السفلية ولم تقل شيئاً.

قال فوغو: "إم.. إذا كنتَ الرجل الذي أرسله ميستا، أعتقد أننا سوف نتبع تعليماتك كما قال."

كان هذا كلاماً مناسباً قدر الإمكان. ساد صمت طويل، لكن أخيراً سمع صوت قفل يُفتح، اتنظر أن يُفتح الباب، ولكن ذلك لم يحدث، ثم تقدَّم وفتحه بنفسه.

كانت الغرفة أكبر من غرفة فوغو، ولكنه كان فندقاً رخيصاً لذا لم تكن كبيرة جداً. جلس رجل على كرسي في وسطها.

رجل.. بثياب قديمة الطراز.

بدا وكأنه خارج من فيلم عصابات من عام 1930 بارتدائه ملابس تظهر مكانته في العصابة، يرتدي قبعة بورسالينو -مع أنه في الداخل- ووشاحا حول كتفيه. من الواضح أن كل ما يبذله من جهد ليبدو رائعاً انتهى بجعله يبدو مضحكاً.

حاول فوغو ألا يظهر ذلك على وجهه، ولكن ذلك الرجل ذكره بأول شخص أمره بولبو بقتله باستعمال بيربل هيز. كان هدفه رجلاً من منظمة إجرامية أخرى، يتولَّى بيع المخدرات في المدينة. كان يرتدي ملابس فاخرة، ولكنه توسَّل للإبقاء على حياته ولو أدى ذلك لخيانته لمنظمته. لدى هذا الرجل رائحة مشابهة لذاك.

قال الرجل وهو يمعن النظر في فوغو: "إذن.. أنت الشخص الذي يملك ستانداً خطراً للغاية؟ باناكوتا فوغو؟"

"نعم، أنا هو."

"حسناً، أنت تبدو ضعيفاً جداً. فتى بلا خبرات، ذكاؤك من الكتب فقط وليس من العيش في الشوارع. حسبتك ستكون قاتلاً متمرساً! لا بأس. اسمي كانولو مورولو. أنا عضو في باشوني. أدير فريق تحليل المعلومات."

قاطعته شيلا-إي: "أنت لا تديره، أنت العضو الوحيد فيه."

حدق بها مورولو قائلاً: "اصمتي يا شيلا-إي. أعرف أنك كنت تتنقلين بين حراس الرئيس وأولئك الخونة في فريق القتلة المأجورين. إنهم لا يثقون بكِ، ولهذا أرسلوكِ في هذه المهمة لتثبتي براءتك.

لم يرف جفن لشيلا-إي وهي تقول:

"وأنت حصلت على نفس الاتفاق يا مورولو، لقد أخبرني ميستا بأنك زودت ريزوتو بمعلومات بعد خيانته."

شحب وجه مورولو كورقة بيضاء، ثم انقلب إلى اللون الأحمر. ونهض قفزاً وكاد أن يوقع كرسيه.

"لـ..لا! لا تكوني سخيفة! أنا فقط.. لم أكن أعلم بأنه أصبح خائناً! ولم.. لم أعطه أي معلومات مهمة! أنا فقط.. أعدت تكوين صورة محترقة أحضروها إلي. لم يكن هناك شيء في الصورة سوى محطة سانتا لوسيا في البندقية. تلك التي يقف فيها تمثال لأسد. توجد صور لها في كل مكان. من يهتم؟! قد تكون تعني أي شيء!"

"لا أدري، بدا من كلام ميستا أنك آذيتهم على نحو كبير."

"آااااااااااا! توقفي عن اختلاق الأشياء! أنت لم تخبريه بأي أكاذيب عني، أليس كذلك؟"

"لقد أخبرته بالحقيقة بكل بساطة."

"الحقيقة حسب تعريف من؟"

بدا الاثنان على استعداد لتبادل اللكمات بعد تبادلهما للكلمات. ولكن فوغو قاطعهما قائلاً: "إذا لم تكونا تمانعان، أود الحديث عن العمل. من الواضح أننا جميعاً في موقف صعب. لذا أعتقد أن هذا ليس وقت المشاجرات الصغيرة."

عبس مورولو وأغلق فمه، وجلس على كرسه. ولكن شيلا-إي ظلت متحفزة، وأصدرت صوتاً ينم عن تحدٍ.

سعل مورولو ليغير موقفه، ثم بدأ بترتيب الوثائق على الطولة.

عبس فوغو عندما رأى إحدى الصور. لقد عرف الشخص الذي فيها.

"هل هذا..؟"

"أتعرفه؟ هذا مريب!"

"هل كان جزءاً من باشوني؟"

"أنا الذي يسألك! كيف تعرف هذا الرجل؟ وجود ماسيمو فولبي سري للغاية! لا أحد يعرف بوجوده!"

"سري؟"

لم يستطع فوغو إخفاء ارتباكه. ما الذي يحدث؟

لقد عرف ذلك الرجل، ولكن قبل أن يلقي بنفسه في هذا العالم الملطخ بالدماء.

قال: "فولبي.. صديق قديم لي."

نظر إليه مورولو وشيلا-إي نظرات مليئة بالارتياب.

"ما الذي تقوله؟ إنه أكبر منك بعشر سنوات!"

"دخلت الجامعة عندما كنت في الثالثة عشرة. جامعة بولونيا. كان فولبي في نفس المرحلة."

أمسك فوغو بالصورة، وحدَّق بها عن قرب.

ما زالت نفس الهالات السوداء تحت عينيه، والعينان تبدوان كزجاج قاتم، بالكاد تغير منذ ذلك الوقت.

***

في بداياتها، كسبت منظمة باشوني ثقة الناس عن طريق القتال ضد ظلم المنظمات القديمة. ولكن كل ذلك كان بهدف الشهرة. فقد رأى المؤسس ديافلو في ذلك طريقة فعالة لتوسيع نفوذه بسرعة. وبمجرد أن تصير منطقة تحت سيطرته، تصير منطقة مفتوحة لتجارة المخدرات التي ادعى بأنه يحاربها.

ولكن التعامل مع المخدرات يتطلب اتصالات بين الدول حيث تُزرع المواد الخام. وليس استيرادها بالأمر السهل. كانت هناك الكثير من العقبات على المنظمة الناشئة تخطيها.

ولكن مثلما استغلَّ شابٌ أسود يدعى "فرانك لوكاس" حربَ فيتنام لتهريب الهيروين إلى أمريكا باستخدام طرق نقل عسكرية خالية من عمليات التفتيش الجمركي، وشكَّل اتصالات مباشرة مع مزارعي الغابات عن طريق الجنود، كذلك كانت تجارة المخدرات باشوني تنطلق بنجاح كبير، بفضل حيلة خاصة بهم وحدهم.

كان اسم تلك الحيلة.. مانيك ديبرشن. ستاند ماسيمو فولبي.

شرح مورولو: "أبسط طريقة لشرح الأمر أن الستاند الخاص به يصنع المخدرات." كان يُطلع فوغو وشيلا-إي على المعلومات القليلة التي قيلت عنه: "حتى جورنو لم يكن يعلم بوجوده. ولكن بعد أن قتل بوتشالاتي ديافلو، بدأ كلُّ شيء كان يخفيه بالظهور. بما في ذلك الطبيعة الحقيقة لتجارته بالمخدرات. جرِّبْ سؤال أية منظمة أخرى، وسيكونون في حيرة، وسيجيبونك بأنهم لا يملكون أدنى فكرة عن كيفية استيراده للمخدرات. سيقولون بأنها تظهر في الشوارع فجأة كالسحر. وذلك لأن فولبي يستعمل الستاند الخاص به ليحول الملح البحري أو الصخري إلى مخدرات."

"سمعتُ إشاعات تقول بأن مخدرات باشوني ليست مثل المخدرات الأخرى، وبأنها تأتي طازجة ولكنها تفسد بسرعة."

"لا شك بأن هذه الإشاعات صحيحة، فبمجرد أن ينتهي تأثير الستاند، سيعود المخدِّر ملحاً عادياً. وهذا الحدُّ الزمني كان ممتازاً للإبقاء على الأعمال تحت السيطرة. وإذا حاول شخص تخزينها أو تخفيفها بتذويبها في الماء. فسيكشف أمره فوراً. لقد حصل ديافلو على الكثير من النفوذ بسرعة لأنه امتلك موهبة اكتشاف الذين يحاولون خيانته والتصرف فوراً بشأنهم.

"إلى أن اكتشف جورنو ذلك."

"حاول فريق ريزوتو التخلص من ديافلو. ظناً منهم بأنهم سيسيطرون على طريق الاستيراد وسيحتكرون تجارته. لم يكن لدى هؤلاء الحمقى فكرة عما كان يحدث حقاً. لم يكن هناك طريق! حتى لو انتصروا، لم يكن سيظهر لهم شيء."

زمجرت شيلا-إي قائلة: "لقد كانوا مجرد حثالة، من الجيد أننا تخلصنا منهم." رفع فوغو حاجبه مندهشاً. بدا صوتها مليئاً بالكراهية. لاحظ مورولو ذلك أيضاً.

سألها: "ماذا، هل لديك شيء ضدهم؟"

لثانية، تجمدت ملامح شيلا-إي وهي تقول: "لقد انضممت إلى باشوني لأقتل شخصاً في ذلك الفريق."

"ماذا؟"

"لقد استغرقتْ مطاردته وقتاً طويلاً. ولكني كنت أعرف بأنه فرد في ذلك الفريق. رجل يُدعى إليوسو.. نكرة وحثالة وشيطان قذر من الجحيم.

سألها مورولو مبتسماً: "إليوسو؟ ما الذي فعله لكِ؟"

قالت شيلا-إي بصوت مبحوح: "لقد قتل شقيقتي." تلاشت ابتسامة مورولو، ابتسمت شيلا-إي بسخرية وأكملت: "قريبتي الوحيدة، كلارا، تولَّت تربيتي بعد وفاة والدَينا. قبل أن يقتلها. أتيتُ للبحث عنه، وعلى استعداد للموت مقابل قتله. ولكنه مات قبل أن أستطيع تحقيق ذلك. ضاع كل جهدي هباء. لكن أتعرف ما الذي قاله لي جورنو؟"

 

"لقد مات إليوسو بأسوأ طريقة يمكن تخيلها. لقد عانى أكثر مما تستطيعين تخيله. لا أدري إن كان هذا سيساعدك، ولكن في الثلاثين ثانية التي كان يموت فيها، ندم على كل قرار اتخذه في حياته. بما فيه قتله لأختكِ. لقد رأينا ذلك."

 

"شعرت بان الشمس خرجت من وراء سحابة وسطع نورها عليَّ. قضيتُ سنوات طويلة في بحثي عن الانتقام. مستمرة بإخبار نفسي بأنني إذا قتلت إليوسو، فإن أختي يمكنها أن تستريح.. ولكني كنت أتساءل في أعماقي عما إذا كان كلُّ هذا من أجلي أنا، هل هو مجرد ثأر صغير أناني؟ افترستني تلك الأفكار. ولكن إليوسو دفع ثمن قتل كلارا. انتصرت العدالة. وأنا مدينة لجورنو بكل شيء. سأفعل أي شيء لأرد له الجميل. لم يعد لديَّ أي قلق."

كان هناك ضوء في عينيها، كأنها سُحرت. لم تكن تبدو ممتنة بقدر ما كانت تبدو وكأن روح أختها الميتة قد تلبستها.

صرخ مورولو قائلاً: "مهلاً. مهلاً مهلاً مهلاً مهلاً مهلاً، إذا لقد انضممتِ إلينا بهدف الانتقام؟ لهذا عملتِ رسولاً لفريق القتلة؟ ثم.. انضممت إلينا لتخونينا! أتعتقدين بأننا يمكن أن نثق بك بعد أن أخبرتنا بأمر كهذا؟"

"كنت أنوي الحصول على إذن من الرئيس قبل قتل إليوسو. لذا لا أعتبر ذلك خيانة."

"ولكنكِ لم تتحدثي إلى جورنو في ذلك الوقت! لم تكوني حتى تعرفين بأن ديافولو لم يكن الرئيس!"

"حسنا.."

"هذا سيء. أنت عائق! مثل حصان بغمامات، لا يرى الصورة الكاملة. لا يمكننا تحمُّل ذلك ونحن نواجه أولئك الأشخاص.

بدت شيلا-إي غاضبة، وغمغمت قائلة: "أنا أكثر فائدة منك."

تجاهلها مورولو، واكتفى بالتحديق بها بارتياب.

خلال كل ذلك، لم يقل فوغو ولا كلمة. لم يعرف ماذا يقول.

أمره ديافولو هو وأصدقاؤه بمحاربة فريق القتلة. فوغو نفسه حارب إليوسو إلى جانب أباكيو وجورنو.

إن تحدَّثتُ كثيراً فلن تصدِّق. إضافة إلى أن جورنو وأباكيو قد قاما بمعظم العمل. لقد أجهزتُ عليه وحسب. لا أعرف كم كنت جيداً في ذلك.

لقد كان ضعيفاً بالفعل، ليس بحاجة إلى شيلا-إي لتشير إلى ذلك.

سأل محاولاً تغيير الموضوع: "إذن.. هل نعرف موقع فولبي؟"

حدق مورولو نحوه.

قال: "هذا لن ينفع أبداً."

"ماذا؟"

"هذا بكل بساطة لن ينفع، أنت لا تظهر لي الاحترام الذي استحقه! أخبرني ميستا بأن أفعل ما أريد، الأوامر من الأعلى تقول بكل وضوح بأنني القائد. لذا قد أتجاوز عن ذلك.. ولكنكما مزعجان. ربما عليَّ أن ألقنكما درساً."

أخرج مورولو شيئاً من الجيب الداخلي لسترته. كانت مجموعة من أوراق اللعب. من دون صندوق، أوراق فقط. وبدأ يقسم الأوراق بخبرة ويخلطها مثل لاعب خفة. ثم وضعها على كتفه وتركها تنزلق إلى يده. ثم فردها على الطاولة وقلبها جميعاً بحركة واحدة.

سأله فوغو: "ماذا تفعل؟"

تجاهله مورولو واستمر بخلط الأوراق. بعدها خلع قبعته، ورمى الأوراق في داخلها. ثم وضعها مقلوبة على الطاولة والبطاقات في داخلها.

أخذ مورولو يقلِّد صوت الطبل، ويومئ للاثنين الذين كانا يراقبانه ببلاهة.

همس لهما: "صفِّقا! إن لم تصفقا فلن يردوا!"

بارتباك، صفق فوغو. ولكن شيلا-إي لم تفعل. عبس مورولو في وجهها، ولكنه تجاوز عن ذلك.

أخذ يحاكي صوت الطبل مرة أخرى، ثم رفع قبعته ببطء.

كانت البطاقات تحتها. ولكن -مثل السحر- كانت مرتبة على شكل برج.

برج أطول من قبعته بسبع مرات.

أرتدى مورولو القبعة، وأخذ البرج يتحرك من تلقاء نفسه.

نمت لكل بطاقة رجلان صغيرتان ويدان، وأخذت تردد:

 

"نحن فرقة برج المراقبة!"

 

هذا ما هتفت به البطاقات، مثل مشهد من الرسوم المتحركة للأطفال.

 

All Along the Watchtower هذا هو ستاند كانولو مورولو.

***

"سيداتي وسادتي ، أهلاً بكم إلى العرض! يوجد ثلاثة وخمسون منَّا هنا للترفيه عنكم! أنا الجوكر، وسأكون مضيفكم في هذه الأمسية."

"آوه، جوكر، جوكر. لطالما أحببتَ المزاح."

"هذه أوراق البستوني! إذا فقدتْ صوابها، فلا يوجد شيء لا تستطيع فعله! إنها أكثر عناداً من الموت نفسه!"

"أوه، البستوني، البستوني، ما الذي يعنيه ذلك الرمز يا ترى."

"وهذه ورقة القلوب! القلوب تثير الغيرة، والغيرة تثير الخوف"

"ها ها، القلوب، القلوب، إنها تبدو مقرفة عندما تفكر بها بصراحة."

"وهذه أوراق السباتي، تبدو مثل البرسيم، وتثق بحظها، الذي يصيب فقط في نصف المرات."

"هو هوو، السباتي، السباتي، لديكم ثلاث أوراق مع أن أوراق البرسيم الرباعية شائعة أكثر."

"وأخيرا وليس آخراً: أوراق الديناري! إنهم على يقين من أن الدنانير تحرِّك العالم، وبأنهم الأكثر قيمة."

"هراء، أحجار الراين هي الأكثر إثارة للإعجاب!"

 

غنت البطاقات ورقصت طوال هذا العرض.

همس فوغو: "ما هذا بحق الـ..؟"

همس مورولو: "اصمت وشاهد."

واصلت البطاقات عرضها.

"نحن نبحث اليوم عن فلاديمير كوكاكي وفريق المخدرات. أين يمكن أن يكونوا؟"

"ذلك العجوز كوكاكي مقزز، ابقوه بعيداً عني"

"كان رجل عصابات قبل إنشاء باشوني. رجل هادئ إن لم تعترض طريقه. وإلا سيقتلك وكل شخص تعرفه."

"لقد كان يساعد ديافولو، ولكنه اختبأ مع فريقه بعد موته."

"ثلاثتهم يمثلون الجنون بعينه"

"فولبي!"

"فيتوريو!"

"أنجيلكا!"

"كل واحد منهم مدمن على مخدره الخاص به!"

"إذن؟"

"إذن!"

"إنهم لا يعرفون الألم! يمكنك ضربهم، ولكن لن ينفعك ذلك!"

"يا ويلاه، يا ويلاه، يا ويلاه! إنهم مشكلة كبييييرة! بل أكبر مشكلة على الإطلاق!"

أشارت شيلا-إي نحو البطاقات وقالت: "إذن.. هل هذا نوع من.. التكهن؟ سمعتُ عن أنواع من الستاند يمكنها رؤية أشياء بعيدة جداً. هل تقوم هذه البطاقات في حالك بعمل لوح الويجا وتخبرك بما تريد أن تعرفه؟"

"لا يوجد شيء غير موثوق، بطاقاتي تقول الحقيقة ولا شيء آخر."

عبست شيلا-إي وقال: "حقاً؟ لم يكونوا دقيقين جداً.."

أثناء ذلك كان العرض يخرج عن السيطرة.

 

"المجانين مجرد حمقى!"

"ليسوا حمقى بقدرك أنت!"

"اصمتي أيتها السبعة السباتي! عودي لمنتصف المجموعة حيث تنتمين!"

"ماذا!؟ أنت مجرد ستة بستوني! أنا أعلى منكِ!"

"على الأقل لست في مستواكِ المنحط."

"من مستواه منحط!؟"

"توقفا عن القتال، كلتاكما غبيتان."

"لديك الكثير من الجرأة!"

"من تظنين نفسك؟"

"لم أحبك أبداً! تتصرفين على أنك أعلى منا وعلينا ألا نعترض!"

"أنت التي قاطعتني عندما كنت على وشك أداء دوري."

"لا أصدق أنكما تتجادلان بخصوص هذا."

"اهتمي بشؤونك الخاصة!"

"هل تريدين بعضاً منها!؟"

 

أخذت البطاقات تتقاتل وتتبادل اللكمات وتُسقط بعضها بعضاً، كلما ضُربت بطاقة تصبح فارغة وتسقط. كان الملوك والملكات يتشاجرون. بينما كانت بقية الأوراق تسقط منهكة.

وتدريجيا سقط برج الأوراق ورقة ورقة على الطاولة. وتجمعت كلها في كومة.

ترنحت ورقة الأربعة قلوب ووقفت فوق الكومة، وهمست: "تاورمينا!" ثم سقطت. صفَّق مورولو.

ثم أشار إلى الآخرَين بأن يحذوا حذوه. استجاب فوغو على مضض في حين لم تتجاوب شيلا-إي. انزلقت البطاقات عن الطاولة وتوجهت نحو جيب سترة مورولو دون أن تقف. انتهى العرض.

قال شيلا-إي: "ما هذه القمامة؟ يعكس كل ستاند عقل مالكه.. وفي حالك من الواضح جداً أنك مهووس بالتسلط بدون جدوى، وذلك التكهن كان فاشلاً."

"ليس فاشلاً! لقد تكهن بمكانهم! نحن نعرف أين يختبئ كوكاكي!" نفخ مورولو صدره باعتزاز.

وضع فوغو يده على ذقنه، متفكراً في ذلك.

قال: "تاورمينا في صقلية." قد يسبب هذا مشكلة.

***

"فوغو؟" لم يستطع ماسيمو فولبي الجالس في الظلام من أن يمنع نفسه من تكرار السؤال: "باناكوتا فوغو؟"

كان ماريو زوكيرو مرمياً على الكرسي أمامه مثل قميص مبلل عُلِّق ليجفّ. كان مسطحاً وبالكاد يصدر أصواتاً مسموعة. ولم يكن أي منها كلمة مفهومة. لحسن الحظ كان لدى ماسيمو خبرة في ملاحظة التحولات الدقيقة التي تطرأ على الجسد، واستطاع فهم ما يقوله زوكيرو بالاعتماد فقد على حركات شفتيه.

"يكفي حديثاً عن قتالك لفريق بوتشالاتي. ما أسألك عنه هو: هل كان رجل يدعى فوغو جزءاً من فريقه؟"

أصدر زوكيرو صوتاً.

"في نفس العمر إذن.. لم أفكر به ولو قليلاً منذ أن فُصل، لكن.. يمكنني تصوره وقد انتهى مع عصابات الشوارع."

أنين خافت.

"اعتقدتَ أنَّ ستاند نارانشا وفوغو يشكلان أكبر تهديد، ولهذا استهدفتهما أولاً؟"

قال كوكاكي: "ذلك الفتى نارانشا ميْت. لقد قدَّم جورنو جوفانا تبرعاً سخياً باسمه لكنيسة في نابولي. نفس الكنيسة حيث أقيمت جنازته. ولكن لم أسمع بشيء مماثل عن فوغو."

"إذن أعتقد بأنه حقاً عدونا."

سألت أنجيلكا: "ماذا إذن؟ هل كنتما صديقين؟"

ضحك ماسيمو قائلاً: "لم يكن لديه أي أصدقاء. كان مغروراً وجامداً ولديه مزاج فظيع."

قال فيتوريو: "حقاً؟ أسوأ من مزاجي؟"

"تقريباً، لا أستطيع أن أصدق بان شخصاً مثله قد يكون عضواً في فريق."

شرح كوكاكي: "استطاع بوتشالاتي الترقي عن طريق كسب جانب بولبو. وكان أحد أسباب ذلك أن لديه رجلاً استطاع قتل كثير من الأشخاص بسرعة. هذا ما تقوله الشائعات. وبسببها، كان الناس خائفين من محاولة استهدافه، واستغل ذلك أفضل استغلال."

"وذلك الرجل هو فوغو؟ يمكنني استيعاب ذلك، فقد كان يبدو من هذا النوع من الأشخاص، يتظاهر بأنه مجرد طالب مجتهد، ولكنه يخفي ما يفكر به حقاً."

سألت أنجيلكا: "كيف تشعر تجاه قتال صديقك؟"

"كما قلت: لم يكن لديه أي صديق."

اقتربت أنجيلكا منه ولفت ذراعيها حوله.

"أوه، ماسيمو! لماذا أنت عابس دائماً؟ هل أنت جائع؟"

"لست عابساً."

"كنت أتساءل عن شيء ما لفترة طوييييييلة. أعتقد أنك ستكون لطيفًا إذا ابتسمت. هل تستطيع أن تجرب ذلك؟ من أجلي؟"

"أنا ابتسم. هل ترين؟"

"لا، أعني ابتسامة حقيقية."

أمسكت بطرفي ابتسامته الزائفة وحاولت رفعهما.

تمتمت: "لا فائدة." وسالت الدماء من فمها.

مسحه ماسيمو بصمت. واستدعى مانيك ديبرشن، وضربها على ظهرها به.

لدى أنجيلكا أتاناسيو مرض مروع في الدم منذ ولادتها. يجعلها تشعر وكأن إبراً صغيرة تسبح في رئتيها. لا يوجد دواء ولا ستاند يشفيها من مرضها.

فقط ماسيمو فولبي كان قادراً على تحريرها من ذلك الألم، بإبطاء تطور مرضها.

راقبهما كوكاكي وفيتوريو بصمت.

وأخيراً التفت كوكاكي نحو زوكيرو.

"إذا عثر علينا أولئك الأشخاص، علينا أن نفترض بأن فريقاً قوياً في طريقه إلينا. قد لا نستطيع الهرب."

لوح فيتوريو بخنجره قائلاً: "إذن فلنقاتلهم! سأحمي الجميع!"

قال كوكاي بهجة عملية: "لا. ستبقى مع أنجيلكا وماسيمو. وأنا سأذهب. إذا كان فوغو متخصصاً في الإبادة العشوائية، أنا الأفضل لتولي هذا العمل."

 


اسم الستاند: مانيك ديبرشن

اسم المستخدم: ماسيمو فولبي (25)

القوة التدميرية: C - السرعة: A - المدى: E

الاستمرارية: B - الدقة: B - التطور: C

القدرة: تسريع شديد لطاقة الحياة. إذا استُعمل لتحويل الملح ثم أُذيب وحُقن في الدم، يثير خدراً قوياً للدماغ بتأثير مساوٍ أو حتى أكثر شدة من المخدر غير القانوني. يستمر هذا التأثير لوقت محدد عندما ينفصل عن الستاند. إن اخترقت أشواك الستاند اللحم مباشرة تتفاعل معه، وقد تسبب نوبة قلبية. وقد تذوب الأعضاء الحيوية، وهذه التأثيرات المتعددة تجعل من قدرات الستاند غير قابلة للتوقع. 

Related Posts :

1 comments:

Author
avatar

فصل جميل ومثير

Reply